في تطور مفاجئ ومثير للقلق، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن بلاده باتت “قريبة جدًا” من تحقيق أهدافها العسكرية في إيران، في إشارة إلى عملية “أسد الأطلس” التي تهدف إلى القضاء على التهديدات النووية والصاروخية الإيرانية. جاءت هذه التصريحات في أعقاب ضربات جوية أمريكية مكثفة استهدفت مواقع نووية إيرانية حساسة، مما يفتح الباب أمام تساؤلات حول مستقبل الصراع الإسرائيلي الإيراني وتأثيره على استقرار منطقة الشرق الأوسط. يهدف هذا المقال إلى تقديم تحليل شامل ومُعمّق لتصريحات نتنياهو، ودراسة أبعاد التدخل الأمريكي، ورصد ردود الفعل الدولية، واستشراف السيناريوهات المحتملة في ظل هذه التطورات المتسارعة التي تهم القارئ العربي بشكل مباشر، نظرًا لانعكاساتها الجيوسياسية والأمنية على المنطقة بأكملها.
أهداف إسرائيل المعلنة: “تحييد الخطر الوجودي”
أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في سلسلة من التصريحات أن الهدف الأساسي من العملية العسكرية في إيران هو “إزالة التهديدات الوجودية الملموسة” التي تواجه إسرائيل، والمتمثلة في البرنامج النووي الإيراني ومنظومة الصواريخ الباليستية. وشدد نتنياهو على أن إسرائيل لن تنجر إلى “حرب استنزاف”، وأن العملية العسكرية ستتوقف فور تحقيق أهدافها المحددة. وقال في مؤتمر صحفي: “نتقدم خطوة بخطوة نحو تحقيق أهدافنا، ونحن قريبون جدًا من إنجازها”. وأضاف: “لن ننهي هذه العملية التاريخية قبل أن نحقق جميع أهدافنا”. وتعكس هذه التصريحات إصرارًا إسرائيليًا على حسم هذا الملف، الذي تعتبره تل أبيب مسألة أمن قومي من الدرجة الأولى. وقد أشار نتنياهو إلى أن “أكثر من نصف قاذفات الصواريخ الباليستية في إيران قد تم تدميرها”، مما يشير إلى حجم العملية العسكرية وتعقيدها.
التدخل الأمريكي: ضربة “المطرقة منتصف الليل” تغير قواعد اللعبة
شكلت الضربات الجوية الأمريكية على المواقع النووية الإيرانية نقطة تحول رئيسية في مسار الصراع. وقد أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن القوات الأمريكية نفذت ضربات على ثلاثة مواقع نووية إيرانية، بما في ذلك منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم، في عملية أُطلق عليها اسم “المطرقة منتصف الليل” (Midnight Hammer). وأكد ترامب أن “فوردو قد زالت”، داعيًا إيران إلى “صنع السلام” أو مواجهة المزيد من الهجمات. وقد أشاد نتنياهو بالرئيس ترامب، واصفًا قراره بـ “الجريء” و”التاريخي”، ومعتبرًا أن “القوة الهائلة والعادلة للولايات المتحدة ستغير التاريخ”. من جانبه، صرح وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بأن الولايات المتحدة مستعدة للتفاوض مع إيران حول برنامجها النووي، شرط تخليها عن تخصيب اليورانيوم على أراضيها. ويمثل هذا التدخل الأمريكي المباشر دعمًا قويًا للموقف الإسرائيلي، ويعزز من قدرة إسرائيل على تحقيق أهدافها المعلنة.
ردود الفعل الدولية: دعوات لضبط النفس وتحذيرات من التصعيد
أثارت الضربات الأمريكية والتصعيد العسكري في المنطقة ردود فعل دولية متباينة. فقد حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من “دورة أخرى من الدمار والانتقام”، واصفًا الضربات الأمريكية بأنها “منعطف خطير” في المنطقة. ودعا غوتيريش خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي جميع الأطراف إلى ضبط النفس، مؤكدًا أن “شعوب المنطقة لا يمكنها تحمل دورة أخرى من الدمار”. وفي المقابل، أعلنت إيران عن “عدم وجود علامات على التلوث” بعد الهجمات الأمريكية على مواقعها النووية، في محاولة للتقليل من حجم الأضرار. وتوجه وزير الخارجية الإيراني إلى موسكو لإجراء محادثات حول “التطورات الإقليمية والدولية”، مما يشير إلى سعي طهران لحشد الدعم الدبلوماسي في مواجهة الضغوط العسكرية والسياسية.
التأثير على غزة وتوسيع اتفاقيات أبراهام: رؤية نتنياهو للمستقبل
لم يقتصر حديث نتنياهو على الشأن الإيراني، بل ربط بين نجاح العملية العسكرية في إيران ومستقبل الصراع في غزة وإمكانية توسيع اتفاقيات أبراهام. وأكد نتنياهو أن “الهجمات في إيران تساعد إسرائيل على تحقيق أهدافها في غزة”، معتبرًا أن “البنية التحتية الإيرانية” التي تدعم حماس “تنهار”. وأضاف: “بدون السقالات الإيرانية، ينهار كل شيء”. وفي رؤية مستقبلية متفائلة، رأى نتنياهو أن “إظهار القوة” من قبل إسرائيل سيفتح “فرصًا غير عادية” لتوسيع اتفاقيات السلام مع الدول العربية. وقال: “يمكنني أن أتخيل توسعًا هائلاً في اتفاقيات السلام… يمكنني أن أرى تعاونًا قد يبدو خياليًا في الوقت الحالي”. وتعكس هذه التصريحات استراتيجية نتنياهو التي تسعى إلى تحقيق مكاسب متعددة من خلال هذه العملية العسكرية، ليس فقط على الصعيد الأمني، بل أيضًا على الصعيدين السياسي والدبلوماسي.
الخاتمة
تقف منطقة الشرق الأوسط على أعتاب مرحلة جديدة محفوفة بالمخاطر والفرص. فمن ناحية، تشير تصريحات نتنياهو والضربات الأمريكية إلى قرب نهاية المواجهة العسكرية المباشرة مع إيران، وتحقيق إسرائيل لأهدافها المتعلقة ببرنامج طهران النووي والصاروخي. ومن ناحية أخرى، يثير هذا التصعيد قلقًا دوليًا من اندلاع حرب إقليمية شاملة، ويدفع إيران إلى إعادة ترتيب أوراقها وحشد حلفائها. إن الأيام والأسابيع القادمة ستكون حاسمة في تحديد مسار الأحداث، وما إذا كانت المنطقة ستتجه نحو مزيد من الاستقرار، كما يأمل نتنياهو من خلال توسيع اتفاقيات أبراهام، أم ستنزلق إلى دوامة جديدة من العنف والدمار، كما حذر الأمين العام للأمم المتحدة. ويبقى على القارئ العربي متابعة هذه التطورات عن كثب، وفهم أبعادها وتأثيراتها المحتملة على مستقبله ومستقبل المنطقة.
أسئلة شائعة
ما هي الأهداف الرئيسية لعملية إسرائيل العسكرية في إيران؟
تهدف العملية، التي أطلق عليها اسم “أسد الأطلس”، إلى إزالة ما تعتبره إسرائيل تهديدات وجودية، وتحديدًا البرنامج النووي الإيراني والصواريخ الباليستية.
ما هو الدور الذي لعبته الولايات المتحدة في هذه العملية؟
نفذت الولايات المتحدة ضربات جوية على مواقع نووية إيرانية رئيسية، بما في ذلك منشأة فوردو، في عملية أطلق عليها اسم “المطرقة منتصف الليل”، مما وفر دعمًا حاسمًا لإسرائيل.
كيف ربط نتنياهو بين العملية في إيران والصراع في غزة؟
يعتقد نتنياهو أن استهداف إيران يضعف حلفاءها في المنطقة، مثل حماس، مما يسهل على إسرائيل تحقيق أهدافها في غزة.
ما هي رؤية نتنياهو لمستقبل المنطقة بعد هذه العملية؟
يأمل نتنياهو أن يؤدي إظهار القوة العسكرية إلى توسيع اتفاقيات أبراهام للسلام مع الدول العربية، وفتح الباب أمام تعاون إقليمي جديد.
ما هو الموقف الدولي من هذا التصعيد العسكري؟
حذرت الأمم المتحدة من خطر التصعيد ودعت إلى ضبط النفس، بينما تسعى إيران للحصول على دعم دبلوماسي من حلفائها، مثل روسيا.