هب71 وجوجل تطلقان برنامجًا لتسريع نمو الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي

هب71 وجوجل تطلقان برنامجًا لتسريع نمو الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي

في ظل التحول الرقمي المتسارع الذي يشهده العالم العربي، برزت أبوظبي كمركز عالمي للابتكار التكنولوجي، وخاصة في مجال الذكاء الاصطناعي. في مايو 2025، أطلقت “هب71″، النظام الإيكولوجي التكنولوجي الرائد في أبوظبي، بالتعاون مع “جوجل”، برنامجًا طموحًا لتسريع نمو الشركات الناشئة المتخصصة في الذكاء الاصطناعي ضمن إطار “هب71+ AI”. يهدف هذا البرنامج إلى دعم 26 شركة ناشئة مختارة بعناية، من خلال توفير موارد تقنية متقدمة، وتمويل يصل إلى 300,000 دولار أمريكي على شكل أرصدة “جوجل كلاود”، وإرشاد من خبراء عالميين. يعكس هذا التعاون التزام الإمارات بتعزيز مكانتها كمركز عالمي للذكاء الاصطناعي، مع التركيز على تمكين رواد الأعمال العرب من تحقيق تأثير إقليمي وعالمي. في هذا المقال، نستعرض تفاصيل البرنامج، وأهميته للمنطقة العربية، وكيف يساهم في مواجهة التحدي help إقليمية مثل نقص المواهب التقنية وتعزيز الشمول الرقمي.


الذكاء الاصطناعي: محرك الاقتصاد العربي المستقبلي

يُعد الذكاء الاصطناعي أحد أهم محركات النمو الاقتصادي في العالم، حيث تشير تقديرات “PwC” إلى أنه قد يسهم بما يصل إلى 15.7 تريليون دولار في الاقتصاد العالمي بحلول عام 2030، مع توقعات بإضافة أكثر من 320 مليار دولار لاقتصادات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. في الإمارات، يُتوقع أن يشكل الذكاء الاصطناعي 14% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2030، مما يجعلها الدولة الأكثر تأثراً نسبياً في المنطقة. يأتي برنامج “هب71″ و”جوجل” في سياق استراتيجية الإمارات الوطنية للذكاء الاصطناعي 2031، التي تهدف إلى جعل الدولة مركزاً عالمياً لهذا المجال. يوفر البرنامج للشركات الناشئة فرصة للاستفادة من هذا النمو من خلال دعم تقني ومالي يعزز قدراتها على تطوير حلول مبتكرة.

على سبيل المثال، تعاني العديد من الدول العربية من تحديات مثل نقص البنية التحتية الرقمية والفجوة في المهارات التقنية. يسعى البرنامج إلى معالجة هذه التحديات من خلال توفير أرصدة “جوجل كلاود”، التي تتيح للشركات الناشئة الوصول إلى أحدث تقنيات الحوسبة السحابية، وبرامج تدريبية مكثفة تركز على تطوير المهارات المحلية. هذا النهج لا يعزز الابتكار فحسب، بل يسهم أيضاً في بناء قوى عاملة عربية مؤهلة لمواجهة متطلبات سوق العمل المستقبلي.


تفاصيل برنامج التسريع: فرص للشركات الناشئة

يمتد برنامج “Google for Startups Accelerator” على مدار ثلاثة أشهر، ويستهدف الشركات الناشئة في مراحلها المبكرة (من البذرة إلى السلسلة A) ضمن نظام “هب71+ AI”. تم اختيار 26 شركة ناشئة للانضمام إلى الدفعة الأولى، حيث ستحصل على منهج دراسي مخصص يركز على استراتيجيات النمو القابل للتطوير وتحسين نماذج الأعمال. تشمل المزايا الرئيسية:

  • أرصدة جوجل كلاود: يحصل جميع المشاركين على أرصدة سحابية، مع إمكانية الحصول على ما يصل إلى 300,000 دولار أمريكي للشركات الأعلى أداءً، وهي من أعلى المستويات المتاحة عالمياً.

  • الإرشاد العالمي: توفر “جوجل” شبكة من المرشدين، بما في ذلك مهندسون وقادة منتجات، لدعم الشركات في تطوير حلولها.

  • فرص التمويل: يتم ربط الشركات الناشئة مع أقسام الاستثمار في “جوجل” وشركتها الأم “ألفابيت”، مما يفتح أبواباً لمحادثات تمويل محتملة.

  • منتديات التبادل المعرفي: ينظم البرنامج جلسات حول مواضيع مثل الذكاء الاصطناعي، الاستدامة، و”ويب3″، لتعزيز الابتكار ومواجهة احتياجات السوق الناشئة.

تُعد هذه المزايا بمثابة قفزة نوعية للشركات الناشئة العربية، التي غالباً ما تواجه تحديات في الوصول إلى رأس المال والخبرات العالمية. على سبيل المثال، شركة ناشئة متخصصة في تحليل البيانات الطبية يمكن أن تستفيد من أرصدة “جوجل كلاود” لتطوير خوارزميات متقدمة، بينما تستفيد من الإرشاد لتحسين استراتيجيات دخول السوق.


التأثير الإقليمي: تمكين رواد الأعمال العرب

يأتي إطلاق هذا البرنامج في وقت تشهد فيه المنطقة العربية طفرة في الاستثمار في الذكاء الاصطناعي. وفقاً لمنصة “Tracxn”، يوجد حوالي 2,970 شركة ذكاء اصطناعي في الشرق الأوسط، جمعت أكثر من 1,000 منها تمويلات بقيمة 19.5 مليار دولار حتى يناير 2025. ومع ذلك، تظل الفجوة في المواهب التقنية أحد أكبر التحديات، حيث يعاني السوق من نقص في المبرمجين والمتخصصين في علوم البيانات. يسعى برنامج “هب71″ و”جوجل” إلى سد هذه الفجوة من خلال برامج تدريبية مكثفة، تشمل دورات في هندسة الذكاء الاصطناعي وتطوير التطبيقات.

في سياق إقليمي، يعزز البرنامج الشمول الرقمي من خلال دعم الشركات الناشئة التي تطور حلولاً متعددة اللغات، وهي ميزة حيوية في منطقة تتحدث أكثر من 25 لهجة عربية. على سبيل المثال، يمكن لشركة ناشئة تطور تقنية تحويل الصوت إلى نص باللهجات العربية، مثل ما فعلته الشركة المصرية “Intella” بمساعدة برامج مشابهة، أن تستفيد من هذا البرنامج لتوسيع نطاق عملها إلى أسواق جديدة مثل السعودية والإمارات.


التحديات والفرص: نحو مستقبل مستدام

على الرغم من الإمكانات الهائلة للبرنامج، تواجه الشركات الناشئة في العالم العربي تحديات مثل التنافسية العالية في جذب الاستثمارات والحاجة إلى بنية تحتية رقمية متقدمة. يعالج البرنامج هذه التحديات من خلال توفير دعم مالي وتقني، ولكنه يتطلب أيضاً التزاماً من الشركات الناشئة بالابتكار المستمر والتكيف مع احتياجات السوق. على سبيل المثال، يمكن لشركة ناشئة في قطاع الرعاية الصحية أن تستخدم الذكاء الاصطناعي لتطوير أنظمة تشخيص مبكر، ولكنها تحتاج إلى ضمان توافق حلولها مع الأطر التنظيمية المحلية.

من ناحية أخرى، يفتح البرنامج فرصاً غير مسبوقة للشركات الناشئة للتوسع عالمياً من أبوظبي. بفضل موقع الإمارات الاستراتيجي والبيئة الصديقة للأعمال، يمكن للشركات الناشئة استهداف أسواق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وحتى الأسواق العالمية. يعزز هذا التوجه رؤية أبوظبي لتصبح مركزاً عالمياً للابتكار، كما يساهم في تحقيق أهداف رؤية الإمارات 2031.


دور الشراكات في تعزيز الابتكار

يعتمد نجاح البرنامج على شبكة واسعة من الشركاء، بما في ذلك “Core42” و”AI71″، وهما من الشركات الرائدة في مجال البنية التحتية للذكاء الاصطناعي في الإمارات. توفر هذه الشراكات للشركات الناشئة إمكانية الوصول إلى أدوات متطورة مثل منصات الحوسبة عالية الأداء، بالإضافة إلى فرص لتجربة تقنياتها في بيئات واقعية. على سبيل المثال، يمكن لشركة ناشئة تعمل على تطبيقات الذكاء الاصطناعي في القطاع المالي أن تتعاون مع شركاء محليين لتجربة حلولها في سوق أبوظبي المالي العالمي (ADGM).

كما يلعب التعاون مع “جوجل” دوراً حاسماً في تعزيز مصداقية الشركات الناشئة، حيث يمنحها فرصة الارتباط بعلامة تجارية عالمية. هذا العامل يمكن أن يكون حاسماً في جذب مستثمرين جدد، خاصة في منطقة تشهد نمواً استثمارياً متسارعاً في قطاع التكنولوجيا.


الخاتمة

يمثل برنامج “هب71″ و”جوجل” لتسريع نمو الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي خطوة طموحة نحو تعزيز مكانة أبوظبي كمركز عالمي للابتكار. من خلال دعم 26 شركة ناشئة بموارد تقنية ومالية متقدمة، يساهم البرنامج في تمكين رواد الأعمال العرب من تطوير حلول مبتكرة تلبي احتياجات المنطقة والعالم. مع استمرار الاستثمار في الذكاء الاصطناعي، يمكن لهذا البرنامج أن يشكل نموذجاً يُحتذى به لدعم الابتكار في العالم العربي. ندعو رواد الأعمال الطموحين للانضمام إلى هذا النظام الإيكولوجي الديناميكي، والمساهمة في بناء مستقبل رقمي أكثر شمولاً واستدامة.


الأسئلة الشائعة

ما هو برنامج “هب71″ و”جوجل” لتسريع الشركات الناشئة؟
برنامج مدته 3 أشهر يدعم 26 شركة ناشئة في الذكاء الاصطناعي بتمويل وتدريب وإرشاد عالمي.

ما هي فوائد الانضمام إلى البرنامج؟
يوفر أرصدة “جوجل كلاود” تصل إلى 300,000 دولار، إرشاداً من خبراء، وفرص تمويل.

كيف يساهم البرنامج في الاقتصاد العربي؟
يعزز الابتكار، يسد فجوة المهارات، ويدعم النمو الاقتصادي عبر حلول ذكاء اصطناعي.

من يمكنه التقدم للبرنامج؟
الشركات الناشئة في مراحل البذرة إلى السلسلة A المتخصصة في الذكاء الاصطناعي.

متى يبدأ البرنامج القادم؟
تبدأ الدفعة القادمة في فبراير 2026، مع قبول الطلبات حتى أغسطس 2025.